" المدرسة الجشتيمية أعلامها وأعمالها العلمية والاجتماعية "
"المدرسة الجشتيمية أعلامها وأعمالها العلمية والاجتماعية"
تعد المدرسة الجشتيمية من المدارس العلمية المشهورة في سوس بل في جنوب المغرب أواخر القرن الثالث عشر للهجرة وذالك لما قامت به من أعمال علمية أو تربوية واجتماعية وقد ذكرها العلامة محمد المختار وأثنى عليها وعلى أعمالها قال في كتابه سوس العالمة نسبة معربة إلى قرية اجشتيم مقر الأسرة الجليلة التي أسسها العلامة عبد الله بن محمد دفين الحجاز ثم سارت قدما تنبع بالمعارف والصلاح إلى العهد الأخير وهي بكرية النسب ودارها دار السنة ومحاربه البدع ص) 132
ثم قال عنها كذلك:
كانت المدرسة صغيرة وقديمة فلما ورد عبد الله بن محمد جد الأسرة من تامجروت المتوفى عام 1189 ه)ملاءها علما ثم تتابع فيها الجد في الدراسة بأولاده وأحفاده إلي ان ا نقرض منهم العلم فتابعت المدرسة سيرها إلى الآن بين مد وجزر بأساتذة آخرين ص) 165 وقد تسنمت المدرسة الجشتمية تلك المكانة بفضل ما توفر لها من أسباب النجاح والتوفيق من أبرزها.
ما تميزت به منطقة سوس من احتفاء بالعلم الشرعي بتأسيس المدارس وتموينها بالأعشار والزكوات والهدايا والعطايا وعناية بالعلماء بإتباع أوامرهم والاتعاظ بنصائحهم وتحكيمهم في المهمات والاعتصام بآرائهم عند الملمات.
ما تميزت به منطقة أملن خاصة بنبوغ العلماء بين أبنائها منذ القدم حيث نجد داود التملي التو نلي في القرن التاسع للهجرة مرورا بالعهد السعدي الذي كان عصرا ذهبيا لأبناء هذه المنطقة فقد نبغ منهم العلماء الذي كانوا في كنف دولة الشرفاء وزراء وكتاب.. إلى العصر العلوي الذي شهد مزيدا من النابغين.
بروز الأسرة العلمية الجشتيمية التي تسلسل فيها العلم لعدة أجيال فكان ظهورها بقبيلة أملن خيرا وبركة على جبال جزولة وعلى منطقة سوس والجنوب المغربي بأسره إذ توارث أبناؤها العناية بالعلم ونشره كما توارثوا الصلاح ونشره والتأليف والتربية.
إن كل هذه الأسباب أسهمت في نجاح المدرسة الجشتيمية في أداء المهمات المنوطة بها في مجالات عدة منها.
-مجال التعليم- حيث درس شيوخها وعلموا ونشروا الدين الحنيف بين طلبتهم الذين حملوه إلى مدارس أخرى صارت فروعا للمدرسة الجشتيمية الأم فنقلوا إليها طرق التدريس ومناهج التعليم .
-مجال التربية- فقد كانت المدرسة الجشتيمية تجمع بين تعليم الطلبة وتربيتهم على الخلاق الحسنة والعقيدة السوية لان شيوخها كانوا يرمنون إن العلم لا ينفع دون التربية
مجال التعليم الشعبي العام- إذ كان علماء الجشتيمية يخصصون أو قاتا للقاء الناس والجلوس إليهم ووعظهم ونصحهم ولعل ابرز مثال على هذه الأعمال تلك المنظومات التي نظمها علماء الأسرة بالامازيغية وغرضهم تبليغ أسس العقيدة وأحكام الشرع وتثبيتها في عقول الناس.
مجال التأليف-اهتم علماء الأسرة بالتأليف فتركوا مؤلفات كثيرة تبرز محالات اهتمامهم المتنوعة بين العلوم الشرعية من فقه وحديث..........وعلوم اللغة والتاريخ والآداب شعرا ونثرا وغير ذلك ولبيان أهمية تأليف الأسرة نذكر منظومة العلامة الحاج احمد الجشتيمي في الفقه المشهور بالعمل السوسي وكتا ب والده في التعريف بعلماء منطقته من تلاميذ العلامة الحضيكي الموسوم
بالحضيكيون .....إضافة إلى دواوينهم الشعرية عربية وامازيغية .
- مجال الإصلاح الاجتماعي- كان للجشتيمين ولمدرستهم دور مهم في الإصلاح الاجتماعي لاسيما في أواخر القرن الثالث عشر للهجرة وهي مرحلة عصيبة في تاريخ المغرب فكانوا يسعون للإصلاح بين القبائل ويعملون على حقن الدماء وتثبيت السلم والأمن ومنع الفتن بين الناس وتشهد سيرهم ورسائلهم بأعمالهم العظيمة في هذا المجال.
إن هذه الأعمال وهذه الأفضال التي أسدتها المدرسة الجشتيمية للمجتمع وللدين وللعلم وللأدب والإبداع تجعلها في طليعة المؤسسات العلمية المؤثرة في منطقتها بل في المغرب اجمع مما يحتم العناية بها وجمع تراثها والحفاظ عليه ودراسته ليكون سبيلا لفهم الماضي وتأسيس التنمية المستقبلية المبنية على نهوض بالإنسان والعمل على تثبيته في قيمه وأخلاقه كما في بيئته ووطنه.